ديوان سدوم ولد انجرتو في سطور

يقع الكتاب في 226 صفحة من القياس الكبير (21X27.9)، أشرف على جمع مادته وتصنيفها وتحقيقها مجموعة من الأساتذة المعروفين، وهم:

سيدي محمد ولد حد أمين؛

سيد أحمد ولد أحمد سالم؛

السالك ولد محمد المصطفى؛

ابَّادُو ولد همد فال.

وقد نُشر الديوان لأول مرة سنة 1997، ثم أعيد نشره سنة 2015 من طرف المعهد الموريتاني للبحث العلمي في طبعة مزيدة ومنقحة. ونقدم في الورقة التالية تلخيصا لأبرز ما تضمنه هذا المطبوع.

تناول محققو الديوان ميلاد الشاعر والسياق الذي اكتنفه، فقدموا صورة للعصر والنشاط السياسي الذي كان يصطرع فيه من خلال التركيز على إمارة أولاد امبارك وإدوعيش، وأبرز الأمراء الذين عاصروا الشاعر ومدح الكثير منهم.
وقد ركز المحققون بصورة خاصة على نبوغ سدوم ولد انجرتو، فوصفوه بأنه بمثابة “الأب المؤسس للشعر الشعبي والموسيقى الحسانية”، (ص31). ويحيط بقصة نبوغ هذا الشاعر المؤسس الذائع الصيت الكثير من القصص الشعبية والخرافات التي تتدخل كثيرا في عدد من محطات حياة هذا الأديب، وتعمل على إعادة صياغة مراحلها المختلفة.
وقد سجل المحققون – بعد تصنيفهم لأشعار ولد انجرتو – تناوله لعدد من الأغراض من أهمها: المدح – الفخر – الرثاء – التوسل – المساجلة….

أما النصوص المشكلة للديوان فقد أضيفت إليها بعض المقطعات التي لم تظهر في طبعة 1997. ويمثل أحد جوانب أهمية هذا الديوان مميزات فنية تتصل بتعدد البحور الشعرية في النص الواحد واللغة الشعرية التي شيد الشاعر بها نصوصه والتي توشك أن تندثر، بسبب غيابها من التداول اليومي على ألسنة الناس.

ومن بين أهداف الطبعة الجديدة لهذا الديوان الدعوة إلى إعادة هذه اللغة التراثية الجميلة والأصيلة إلى الحياة من خلال عودة الشباب إليها والارتواء من معينها، لتتواصل حلقات أجيال الشعر الحساني، ويُحْمى جزء أساسي من تراثنا الشعبي من الاندثار.

لعل هذه الومضة السريعة التي لا تشفي ظمأ الباحث المهتم بهذا الحقل التراثي، تفصح – بما فيه الكفاية – عن أهمية هذا الديوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى